الأستاذة أسماء أكبلك: حماية الأسرة ضرورة اجتماعية وثقافية.

تناقش الأستاذة أسماء أكبلك تأثير التغيرات الثقافية والإعلامية على الأسرة، محذرة من أن ما يُعرض في الإعلام من نماذج غير تقليدية للعلاقات والسلوكيات يشكل تهديدًا للقيم الأسرية والتقاليد، مؤكدة أن حماية الأسرة تتطلب جهدًا استراتيجيًا على مستويات التعليم والإعلام والمجتمع.
كتبت الأستاذة أسما أكبلك مقالاً جاء فيه:
تعتبر الأسرة إحدى الركائز الأساسية في مجتمعنا التقليدي، وقد واجهت عبر التاريخ تهديدات متعددة؛ إلا أنه لم يسبق لأي فترة أن تعرضت لما تتعرض له اليوم من تآكل هويتها، وأخلاقياتها، وثقافتها، حيث أصبحت الخطابات التي تستهدف القيم التقليدية، والمعايير القائمة على الإيمان، والتركيب الفطري، ليست مجرد تفضيلات فردية، بل جزءًا من تحول إيديولوجي مؤسسي وعالمي.
وتروي إحدى الأمهات معاناتها:
"لم أعد قادرة على إخبار أولادي ما الذي يجب عليهم مشاهدته وما الذي يجب عليهم تجنبه، لأن كل شيء يعرض نمط حياة يتناقض مع الأسرة، عندما سألني ابني الصغير: "أمي، هل يمكن للرجال أن يتزوجوا من بعضهم؟ لماذا ديننا يعارض ذلك؟، لم أكن أعرف ماذا أجيب."
هذه الكلمات لا تعكس فقط عجز أم، بل توضح أيضًا اللغة الإعلامية التي تُمزق قيم المجتمع الأساسية، وتكشف عن سياسة "إلغاء الهوية الجنسية" التي تُفرض على الأفراد، هذه الحالة ليست حالة فردية، بل هي ملخص لمرحلة تشهد تنفيذ مشروع هندسة اجتماعية عالمي، يهدف إلى التأثير على العقول الشابة بشكل خاص.
استراتيجية التطبيع: الزي الجديد للانحراف
في يومنا هذا، لا يتم تصوير الزنا، والخيانة، والانحرافات الجنسية كخيارات فردية فحسب، بل تُعرض أيضًا على وسائل الإعلام والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي كأنها أمر طبيعي، العلاقات خارج نطاق الزواج تُسمى "حرية"، وأسلوب حياة المثليين LGBT+ يُعتبر "شجاعة"، والعلاقات غير الزوجية تُعتبر "مواكبة للعصر".
في تقاليدنا وإيماننا، الأسرة ليست مجرد اتحاد بيولوجي، بل هي أمانة إلهية وجزء من العبادة، يقول الله تعالى في القرآن الكريم:
"وخلقنا لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون." (الروم، 30:21)
هذه الآية تبيّن أن الحب والرحمة في الأسرة هما رحمة إلهية، وأن تدمير هذا البناء لن يؤدي فقط إلى خسارة دنيوية، بل إلى خسارة أخروية أيضًا.
دور المرأة والفكر النسوي: بين طرفين متناقضين
لا يمكن إنكار الظلم الذي تتعرض له النساء، لكن الحل ليس في تفكيك المرأة عن الأسرة وتقليص دورها إلى "النجاح الفردي"، فالتفسيرات الراديكالية للفكر النسوي، التي تضع المرأة في صراع دائم مع الرجل، تسعى إلى تقليل قيمة الأمومة، والشراكة الزوجية، والعمل داخل الأسرة، وتحويله إلى عبودية حديثة.
كان أحد الآباء يروي كيف أن ابنته الجامعية قالت له إنها "لا تفكر في الزواج" و"أن الإنجاب يعيق مسيرتها المهنية"، وكان يتساءل: "أين أخطأنا؟" والإجابة ليست فردية، بل ينبغي البحث عنها في القيم الاجتماعية التي نعيش في إطارها.
حماية الأسرة هي معركة استراتيجية
النضال ضد الانحرافات التي تدمّر الأسرة ليس مجرد واجب، بل هو ضرورة اجتماعية وثقافية، لأن انهيار الأسرة يعني تدمير الفرد، وفساد المجتمع، وانتهاء الحضارة، لذلك يجب أن:
يتم إعادة بناء القيم الأسرة في النظام التعليمي.
زيادة الوعي الأخلاقي في وسائل الإعلام وتحمل المسؤولية.
توسيع الأنشطة الاجتماعية التي تركز على الأسرة عبر منظمات المجتمع المدني.
يجب أن نعلم أن كل أم وأب هما قلعة تحمي أطفالهما، وكل أسرة هي حجر الزاوية التي يبنى عليها الأمة، مراقبة انهيار هذه القلاع يعني خسارة اليوم، بل غدًا أيضًا، لذا دعونا نتمسك بأسرتنا، التي هي جنتنا في الدنيا والآخرة، ونعمل على الحفاظ عليها.
لا يجب أن نسمح للإمبريالية الثقافية بتدمير قلعتنا
الإمبريالية الثقافية ليست غزوًا بالأسلحة والدبابات، بل غزو من خلال الشاشات والكلمات والأفكار، تبدأ بتدمير القيم، ثم تحرض، ثم تقوم بالاستيلاء الكامل.
لذا يجب أن نكون في حالة استعداد دائم لمواجهة هذا العدو الخفي.
نسأل الله أن يحفظنا، ويحفظ أجيالنا، من شر الأعداء المفسدين.
مع السلامة والدعاء. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
سلّط الأستاذ محمد كوكطاش الضوء على موقف النبي ﷺ في مقاومة الظلم، مبيّنًا أن قادة المسلمين اليوم مطالبون بالتحرك، وداعيًا إلى لقاء في ميدان باغجلار لمناقشة هذه القضايا.
يحذر الأستاذ محمد أيدين من التعامل مع الزلزال كقضية هامشية، مؤكدًا أنه تحدٍ وجودي يتطلب استعدادًا شاملاً يضمن سلامة البنيان والنفس، بعيدًا عن التسييس والإهمال.
سلّط الأستاذ عبد الله أصلان الضوء على واقع الزلازل في إسطنبول، محذرًا من التهاون بخطر المباني المتهالكة وضرورة الاستعداد الجماعي والرسمي قبل فوات الأوان، وأكّد أن مواجهة الكارثة تبدأ بالوعي والتخطيط لا بالفزع والتجاهل.